القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

الثنائيات الصغرى في مجال تعليم الأصوات لغيرالعرب(دراسة ناقدة)

 الثنائيات الصغرى في مجال تعليم الأصوات لغيرالعرب (دراسة ناقدة)

الثنائيات الصغرى في مجال تعليم الأصوات لغيرالعرب(دراسة ناقدة)


دراسة بعنوان

مصطلح الثنائيات الصغرى minimal pairsأم الجناس في مجال تعليم الأصوات لغير العرب- دراسة ناقدة

الأهداف العامة للدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى الاستفادة من تراثنا اللغوي والأدبي والاستهداء بما فيه لمعالجة قضايا لغوية تدريسية معاصرة، بل وتطمح إلى أكثر من الاستفادة النظرية والمنهجية إلى استخدام بعض النتاج التراثي وسائل وأدوات عملية يستفيد منها الدرس اللغوي الحديث، و بهذا تكتسب الدراسة بعدا تأصيليا.

وتأنس هذه الدراسة بالجهود القيمة للعلماء العرب في دراسة الأصوات، والتي تصلح أن تكون نواة للدراسات العلمية والمنهجية للأصوات العربية وتدريسها.

والباحث في تراثنا العربي يجد آراءً علمية متقدمة وملاحظات دقيقة في مجال تعليم الأصوات، سبقت الدراسات الحديثة، حتى بالنسبة لتعليم الأصوات العربية لغير العرب، وقد قدم علماؤنا الأقدمون أمثال الخليل بن أحمد وسيبوية وابن جني وابن الجزري والجاحظ وغيرهم دراسات صوتية مفيدة غنية عن التعريف لا يسع الوقت لذكرها أو التطرق لمباحثها ولعلماء التجويد فضل ظاهر في الدراسات الصوتية تنظيرا وتطبيقا ومصطلحات. ولكنا نذكر شئيا مما ذكره الجاحظ يتضح لنا به تقدمه في مجال التنظير-المبني على الملاحظة والتجربة- لتعليم الأصوات لغير العرب وإدراكه الفروق بين العربي وغير العربي في ذلك.


يقول الجاحظ: " ألا ترى أن السندي إذا جلب كبيرا فإنه لا يستطيع إلا أن يجعل الجيم زايا ولو أقام في عليا تميم، وسفلى قيس، وبين عجُز هوازن، خمسين عاما. وكذلك النبطي القح، خلاف المغلاق الذي نشأ في بلاد النبَط لأن النبَطي القح يجعل الزاي سينا، فإذا أراد أن يقول: زورق قال :سورق ويجعل العين همزة، فإذا أراد أن يقول: مُشمَعِل قال: مُشمَئِل.

في هذا النص الثمين للجاحظ فوائد تعليمية جليلة يستفيد منها الدرس اللغوي الحديث، نجملها في الآتي:

الفائدة الأولى:

إن تعلم الكبير غير الناطق بلغة معينة، لأصواتها يعد من الصعوبات، ويتعذر عليه تعلمها وإتقانها مثل أهلها، إلا أن يقابل تدريبا نظاميا مكثفا، وليس بمدرك أهل اللغة مع التدريب المكثف. وسبب الصعوبة أن الكبير قد اعتاد على أصوات معينة ومارسها مدة طويلة ، فتكيف جهازه النطقي على هذه الأصوات فصار من العسير عليه تعلم الأصوات الجديدة، بخلاف الصغير الذي ما زال جهازه النطقي مرنا قادرا على نطق الأصوات الجديدة.

الفائدة الثانية:

الصغار أسرع وأقدر في تعلم أصوات اللغة الثانية من الكبار.

الفائدة الثالثة:

إن الناطق للصوت غير الموجود في لغته ينطق بدلا عنه صوتا موجودا في لغته قريبا من الصوت المطلوب مخرجا أو صفة، فالنبطي يجعل الزاي سينا والعين همزة، والآن الإنجليزي عندنا يجعل الحاء هاءً والعين همزةً، والفلبيني يجعل الزاي جيما ، فإذا أراد أن يقول جزر قال: ججر ، وهكذا.

وفي قول الجاحظ النبَطي القح، دقة متناهية، فقد لاحظت من خلال تدريسي الأصوات لغير العرب أن بعض الناطقين بالإنجليزية مثلا يحسن نطق الأصوات المتوقع أن تكون صعبة عليه لعدم وجودها في لغته، ولكن عندما نسألهم عن خلفيتهم اللغوية أو الثقافية نجد أن الإنجليزية ليست بلغتهم الأم وأن لهم لغات أخري، وبعبارة الجاحظ ليسوا بأقحاح.

الفائدة الرابعة:

في نص الجاحظ نموذج لتدريبات( الثنائيات الصغرى) الجناس زورق:سورق / مشمعل: مشمئل .

الأهداف الخاصة للدراسة:

تحاول الدراسة من خلال ما تطرحه من أفكار وتقدمه من معالجات تحقيق هدفين:

الأول: استبعاد مصطلح الثنائيات الصغرى المستخدم في تدريبات الأصوات في حقل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، واستخدام مصطلح أكثر تعبيرا وصدقا لهذا النوع من التدريبات، وهو مصطلح الجناس المعروف في تراثنا الأدبي،والذي يفضله الباحث على مصطلح الثنائيات الصغرى لاعتبارات كثيرة.

الثاني: الإحالة إلى إثراء هذا النوع من التدريبات بمفردات من القرآن والسنة والتراث الأدبي العربي لاسيما الأراجيز.

المصطلح – تعريفه وإشكالاته

تعريف المصطلح

مصطلح الثنائيات الصغرى هو ترجمة لعبارة minimal pairs وهو تدريب من تدريبات تدريس الأصوات في تعليم اللغات الأجنبية وهو تدريب مفيد يساعد المتعلم على إدراك الفروق بين الأصوات المتشابهة.

وقد جاء تعريف هذا المصطلح في عدد من المراجع الأجنبية والعربية نختار منها الآتي:

''words or utterances which differ in only phoneme''

''in phonology, minimal pairs are pairs of words or phrases in a particular language, which differ in only one phoneme, toneme, or chroneme and have a distinct meaning. They are used to demonstrate that two phones constitute two separate phonemes in the language.''

" يقصد بالثنائيات الصغرى مجموعة من الكلمات التي تتفق في كافة حروفها باستثناء حرف واحد يترتب على تغييره تغيير معنى الكلمة. مثل: أمل/ عمل أو قلب/ كلب أو تين/ طين فكل كلمتين من هذه المجموعات الثلاث تتفقان في حرفين وتختلفان في الحرف الثالث. هذا الحرف الذي هو موضع الاختلاف هو ما يسمى بالوحدة الصوتية phoneme "

تدريب الثنائيات الصغرى

تعرض في هذا التدريب أزواج من الكلمات، كل زوج تتفق كلمتاه في كل الحروف إلا في موضع واحد، وفي هذا الموضع يوجد الحرف الجديد الذي يجري عليه التدريب في كلمة، ويوجد الحرف المقابل له الذي يستبدله به الطالب عادة في النطق... والمطلوب من الطالب أن يدرك الفرق بين الحرفين المعنيين(وبضدها تتميز الأشياء)

ومن أمثلة هذا التدريب:

(أ) خسوف : كسوف

للتمييز بين صوتي الخاء والكاف

عل : هل

للتمييز بين صوتي العين والهاء

(ب) لكم : لقم

للتمييز بين صوتي الكاف والقاف

نائم : ناعم

للتمييز بين صوتي الهمزة والعين

(ج) نبه : نبح

للتمييز بين صوتي الهاء والحاء

مسّ : مصّ

للتمييز بين صوتي السين والصاد

ونلاحظ في هذه الأمثلة أن التقابل بين الأصوات قد يكون في أول الكلمة كما في المجموعة(أ) أو في وسطها كما في المجموعة (ب) أو في آخرها كما في المجموعة(ج) 

ويستطيع الطالب عن طريق هذه الثنائيات أن يدرك أن النظام الصوتي في العربية يختلف عن النظام الصوتي للغته الأم. كما يستطيع المعلم أن يعالج بهذه الثنائيات بعض أشكال التداخل اللغوي بين أصوات العربية وأصوات لغة الدارس. وهناك أساليب وخطوات إجرائية محددة لإجراء مثل هذه التدريبات يعرفها مدرسو اللغة ويمارسونها.

ويعتبر هذا التدريب من الأساليب المفيدة في عملية التمييز السمعي، تقول الأستاذة ريفرز(rivers): " من المستحسن أن يكمل تدريب التمييز السمعي بما يعرف بالكلمات الثنائية الصغرى minimal pairs وهي الكلمات التي تختلف فقط في نطق الأصوات المراد التدرب عليها.

وننبه هنا إلى أن المقصود من هذا التدريب هو فقط تمييز المتعلم للأصوات المختلفة لاسيما المتقاربة المخارج، وإدراك الفروق بينها سماعا وإنتاجا، فالناطق بالإنجليزية، مثلا قد لا يستطيع نطق حرف الحاء وينطق بدلا عنه حرف الهاء لقرب مخرجه من الحاء ولوجوده في لغته،فيفيده هذا النوع من التدريبات في إدراك الفروق بين الهاء والحاء.


لكن هذا النوع من التدريبات لا يقصد منه تعليم المفردات كما يفعل بعض المدرسين غير المختصين فيطيلون الوقت في شرح وتدريس مفردات التدريب وتحفيظ معانيها للدارسين.

ورفضنا لاستخدام هذه التدريبات في تدريس المفردات يأتي لعدة أسباب، منها:

أولا: إن هذه التدريبات صممت أصلا لتدرس في ميدان الأصوات فيما يعرف بتدريبات التمييز السمعي.كما أن لتدريس المفردات تدريبات خاصة.

ثانيا: إن معظم المفردات المستخدمة في هذه التدريبات غير شائعة الاستعمال، بل وبعضها يعتبر من الكلمات الميتة أو المختلقة invented words فإن جاز لنا أن نستخدمها في تدريبات الأصوات للتمييز السمعي، فلا مبرر ولا معنى لتدريسها كما ندرس المفردات.

ثالثا: إن تدريس المفردات ينبغي أن يكون من خلال تركيب مصاغ في موقف situation يتعرض له الدارس؛ والألسنية الحديثة ترى أن المفردة اللغوية ليس لها معنى في الواقع إلا إذا أدمجت في نص وتعلقت بموقف معين.

بل إن السيطرة على النظام الصوتي لا يتحقق إلا من خلال هذا الدمج (مفردات + تركيب + موقف)؛ لأن النظام الصوتي للغة يشمل الأصوات الصامتة والصائتة وكذلك الظواهر الصوتية المصاحبة مثل النبر والتنغيم والوقفة وطبقة الصوت وغير ذلك من موسيقا الكلام . وهذا لا يتوافر إلا في نص تام، كالحوار مثلا .

إشكالات مصطلح الثنائيات الصغرى

لاشك أن أمر المصطلحات أمر في غاية الأهمية، فالمصطلحات توجد لغة موحدة وتحدث تصورات مشتركة بين المهتمين بالعلوم والآداب، ويعتبر تأسيس المصطلحات فنا يحتاج إلى مهارة واقتدار، فالمصطلح يجب أن يكون معبرا تعبيرا دقيقا بعبارة موجزة وبليغة ليؤدي الغرض الذي من أجله وضع، وليحقق مرامي العلم.

فإذا نظرنا إلى مصطلح الثنائيات الصغرى من هذه الوجهة، وجهة التعبير الموجز البليغ المعبر والمؤدي للغرض نجد فيه إشكالات عديدة:

الإشكال الأول:

طول العبارة نسبيا، مقارنة مع المصطلح الذي يقترحه الباحث وهو مصطلح الجناس.

الإشكال الثاني:

كلمة صغرى الموجودة في عبارة الثنائيات الصغرى وهي صيغة تفضيل، توحي أن هناك ثنائيات صغيرة أو كبرى ... والواقع خلاف ذلك حيث لا يوجد في هذا المجال ما يعرف بالثنائيات الكبيرة أو الصغيرة ، فلا معنى لاستخدام صيغة التفضيل هنا.

الإشكال الثالث:

العبارة تعتبر دخيلة على تراثنا اللغوي بينما كلمة الجناس كلمة مألوفة ولها وقع على الأذن، فضلا عن أنها تعبر تعبيرا صادقا عن التدريب المستخدم، كما سنرى في تعريف مصطلح الجناس.

وإني لأحسب أن الغربيين قد استفادوا من فكرة الجناس- التي أبدعتها اللغة العربية منذ بدايات الشعر العربي وأفتن بها في بعض العهود ووردت في الكتاب والسنة- ثم صدروها لنا بمسمياتهم واستخداماتهم لها في هذا المجال مجال تعليم اللغات الأجنبية الذي برعوا فيه بحق وخطوا فيه خطوات واسعة لا تنكر، فتأمل.

فهي إذن بضاعتنا ردت إلينا، ولا ضير أن يؤخذ منا ونأخذ في أي مجال تعليمي، فالعلم كسب إنساني وتراكمي يبني فيه اللاحق على جهد السابق، ولكن حري بنا أن نرد الأشياء إلى مسمياتها والمعاني إلى مصطلحاتنا لاسيما إن كان هذا المصطلح معروفا مألوفا لدينا ومستخدما ويصدق على المسمى،بله اسمه الحقيقي( قولا واحدا).

مصطلح الجناس

الجناس بين اللفظين هو تشابهما في اللفظ واختلافهما في المعنى، وهو أنواع، ويعد بأنواعه وفروعه المختلفة أحد الفنون البديعية اللفظية التي تحدث أثرا موسيقيا يقصد به إلى تحسين الوقع الصوتي للكلمات وإحداث لون من الإثراء الموسيقي للألفاظ والكلمات.

ولله در الجاحظ حين يقول: والبديع مقصور على العرب، ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة وأربت على كل لسان.

ويصلح لتدريس الثنائيات الصغرى(الجناس) ثلاثة أنواع من الجناس ، هي:

الجناس المضارع

وهو أن تختلف الكلمتان الواقع التجانس بينهما في حرف واحد على أن يكون الحرفان المختلفان متقاربين في المخرج. وهذان الحرفان إما أن يكونا في الأول أو الوسط أو الآخر.

فالجناس المضارع يعتمد إذن على استخدام ثنائيات من الكلمات لا تختلف إلا في فونيم((phoneme[14]واحد هو الذي يغير المعنى، ولكن تغير هذه الفونيمات غير مطلق حيث يجب أن تتحد هذه الفونيمات في المخرج أو تتقارب فيه. وقد مثل القدماء له بـ (دامس) و(طامس) حيث الدال والطاء من الأصوات المتقاربة المخرج فكلاهما أسناني لثوي.

الجناس اللاحق

وفيه يكون الحرفان المختلفان غير متقاربين في المخرج، ومنه، مما اختلف الحرفان فيه في أول الكلمة، قول الله عز وجل"ويل لكلهمزةلمزة"[15]وفي وسط الكلمة قوله عز وجل"ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون"[16]وفي آخر الكلمة قوله تعالى"وإذا جاءهم أمرمن الأمن"[17]


فالمرجع في تغير المعنى في الجناس اللاحق إنما يرتكز على استبدال فونيم بفونيم آخر، مع شرط وهو تباين مخرج الفونيمين المختلفين، وذلك طبقا لتحديد القدماء له بذلك وقد مثلوا له بقول الله عز وجل"ويل لكلهمزةلمزة" حيث اختلف المعنى هنا لوجود فونيم الهاء في الكلمة الأولى وفونيم اللام في الكلمة الثانية وهما متباعدان في المخرج، حيث أن الهاء صوت حنجري واللام صوت لثوي


الجناس المصحف(جناس الخط):


هذا النوع من الجناس من ألوان الجناس التي لا نجد لها نظيرا في اللغات الأخرى إذ إن ما يحدد نوع الفونيم فيه تجانس أشكال


الحروف في الخط، فهو يتصل بموقع وعدد العلامات التي تميز الرمز الخطي لهذه الفونيمات، فالباء تختلف عن النون في أن النقطة تحتها أما النون فالنقطة فوقها، وهي تختلف عن التاء في أن فوقها نقطة واحدة والتاء فوقها نقطتان[18].


وفي القرآن الكريم والسنة المطهرة والأدب العربي شواهد لهذه الأنواع من الجناس، مثل قوله تعالى: "وهم ينهون عنه وينأون عنه"[19]وقول الرسول صلى الله عليه وسلم"الخيلمعقود بنواصيها الخير...". ويعجبني ما جاء في كتب التراث مروي عن الحريري"بيني وبين كني ليلدامس وطريقطامس".[20] إن تحديد العلاقة الواضحة بين الدرس اللغوي الحديث وبين لغتنا الفصحى يتيح لنا أنسب الطرق والوسائل التي تكفل لنا نظرة جديدة لأدبنا العربي تعتمد على الوعي والإدراك لخصائص هذا الأدب وموطن الإبداع فيه، بجانب أن تحديد العلاقة بين الدرس اللغوي الحديث ولغتنا سوف يساعدنا على إيجاد المعادلات الصحيحة والتي نكون في حاجة ماسة إليها خصوصا عند قيامنا بتدريس هذا الأدب العربي بلغة غير لغته.[21]


ففي الرجوع إلى القرآن والسنة وكتب التراث غنى وكفاية وفائدة، وميدان فسيح للباحثين يحصون ويصنفون ويستشهدون بما يخدم الدرس اللغوي عامة، ويثري على وجه الخصوص تدريبات الثنائيات الصغرى(الجناس) بمفردات مفيدة.


ولكني معني[22]بشاعر راجز فذ صاحب عطاء ثر في هذا المجال، حري بنا أن نلتفت إليه نستنطقه، وهو رؤبة بن العجاج الراجز الأموي المشهور.


والذي إذا رجعنا إلى ديوانه نجده قد شغف بالجناس شغفا تاما لدرجة أنه كاد أن يستوعب فيه كل تفريعاته عدا قليلا منها.


وقد بلغت عدد الأبيات التي احتوت على الجناس عند رؤبة حوالي 235 بيتا شاهدا على الجناس بأنواعه المختلفة.[23]


وبهذا تعتبر أراجيز رؤبة مجالا خصبا لتدريس الجناس بأنواعه المختلفة، كما أنها تعتبر مجالا ثرا- إذا نظرنا إلى الجناس من وجهة علم


اللغة الحديث، أي أن نعقد صلة بينه وبين نظرية الفونيم، تعتبر مجالا واسعا لتدريس نظرية الفونيم... وكذلك مجالا رحبا لإعداد تدريبات وتمارين الثنائيات الصغرى، حيث توافرت أراجيزه في أنواع الجناس الصالحة لتدريبات الثنائيات الصغرى أو ما اصطلح الباحث على تسميته بتدريبات الجناس،مثل الجناس المضارع واللاحق والمصحف.


فقد ورد في ديوان رؤبة حوالي سبعون(70) شاهدا علىالجناس المضارع[24]، من أمثلة ذلك:



حتى استقام الماء يسبيه الساب على الجنابين بغياض ثاب[25]


س ث


ساب ثاب


يعفيك منه الجود قبل الحز ذا ميعة يهتز عند الهز[26]


ح هـ


الحز الهز


وقد ترى الأبكار والعنوسا ذاك وأترابا بها أنوسا[27]


ع أ


عنوس أنوس


من ساحر يلقى الحصى في الأكواب بنشرة أثارة كالأقواب[28]


ك ق


أكواب أقواب


فرع سقى منه نضار الأثل طيب أعراق الثرى في الأصل[29]


ث ص


أثل أصل


أم كيف أبكاك البلى من رسم وعهد أطلال بوادي الرضم[30]


س ض


رسم رضم


لطول إشرافي على الطوي[31]


ل ي


طول طوي


كما ورد في ديوانه حوالي 107 شاهد على الجناس اللاحق،[32]من أمثلة ذلك:


ماض يسوق فرحا وترحا[33]


ف ت


فرح ترح



أصبح أعداء تميم مرضى ماتوا جوى والمفلتون جرضى[34]


م ج


مرضى جرضى


كأن بين فكها والفك فأرة مسك ذبحت بالسك[35]


ف س


فك سك


إن امرءا حاربنا ممسوس بئس الخليط الحرب المدسوس[36]


م د


ممسوس مدسوس


كما جلا عن برد بسام برق أغر طيب الأنسام[37]


د ق


برد برق


وورد في ديوانه حوالي17 سبعة عشر شاهدا على الجناس المصحف[38]



من أمثلة ذلك:


من المعادي والبلاد الأجراب والناي منا والبلاد الأخراب[39]


ج خ


أجراب أخراب


وقد تعرقن العراق الجدبا ومارس الناس السنين الحدبا[40]


ج ح


جدب حدب


فإن تريني اليوم أم حمز قاربت بين عنقي وجمز[41]


ح حمز جمز



أقول إنه لمن التوافق أن رؤبة بن العجاج الراجز والذي قد جعل نفسه لغويا يمد العلماء والرواة في عهد تدوين اللغة بما يحتاجونه من مواد وشواهد مختلفة فكانت أراجيزه معينا لا ينضب للعلماء الذين ألفوا كتب اللغة ومعانيها ووضعوا معجماتها ....


و ها نحن في "الألفية الثالثة" وفي ميدان لغوي آخر(تعليم الأصوات لغير العرب) نستفيد من عطاء شيخ الرجاز رؤبة بن العجاج، وصدق من قال ختم الرجز برؤبة.


وقد روى ابن سلام عن يونس قال قال لي رؤبة: حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأزوقها لك؟ أما ترى الشيب قد بلع[42]في رأسك ولحيتك[43]. ونحن مازلنا نستنطق رؤبة عن هذه الأباطيل.



في خاتمة هذه الدراسة أخلص إلى التأكيد على نتائجها في الآتي:



أولا:استبعاد مصطلح الثنائيات الصغرى المستخدم في تدريبات الأصوات في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، واستخدام مصطلح الجناس لهذا النوع من التدريبات، فنطلق عليها تدريبات الجناس.



ثانيا:إثراء هذه التدريبات بمفردات من القرآن الكريم والسنة المطهرة والتراث الأدبي العربي، لاسيما أراجيز رؤبة بن العجاج.



ثالثا:تصميم تدريبات من هذه المفردات وفق الحاجات وبالطريقة التي يعرفها مدرسو ومتخصصو مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.




الملحق رقم (1)



كثير من المؤلفات في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ذكرت مصطلح الثنائيات الصغرى ، منها على سبيل المثال لا الحصر:


(1) المرجع في تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى- د/ رشدي طعيمة


(2) أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى- د/ عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي- 1422هـ


(3) أساليب تدريس اللغة العربية- د/ محمد علي الخولي- 1410هـ- 1989م


(4) اتجاهات حديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين باللغات الأخرى- د/ علي القاسمي- 1399هـ-1979م


(5) مرشد المعلم في تدريس العربية لغير الناطقين بها- د/ محمود الصيني وآخرون- 1403هـ- 1983م


(6) العربية أصواتها وحروفها لغير الناطقين بها- جامعة الرياض- 1401هـ- 1981م


(7) تعليم وتعلم الأصوات الصعبة لغير الناطقين بها- عبد الفتاح محجوب- 1409هـ- 1989م


(8) الأصوات العربية وتدريسها لغير الناطقين بها من الراشدين- سعد عبد الله الغريبي- 1406هـ- 1986م


(9) اختبارات اللغة- محمد عبد الخالق- 1410هـ- 1989


(10) أصوات العربية وحروفها للناطقين وغير الناطقين بها-د/محمد حسن باكلا وآخر- 1403هـ- 1982م


الملحق رقم( 2)


نموذج لإجراء تدريب الجناس


ت


ط


تاب


طاب


تلاق


طلاق


تل


طل


تاء


طاء


تامة


طامة



ت


ط


أعتى


أعطى


استتاب


استطاب


أوتار


أوطار


فتنة


فطنة


نُتفة


نُطفة



ت


ط


قنت


قنط


مت


مط


مات


ماط


يميت


يميط


قت


قط




إجراء التدريب:



-قل:( استمع جيدا) ثم انطق أزواج الكلمات



-قل: (استمع و أعد) واطلب منهم إعادة الكلمات بعدك زوجا زوجا.



-اطلب من الطلاب نطق الكلمات زوجا زوجا جماعات



-" " " " " " " فرادى



-كرر حسب الحاجة



-اختبر طلابك في مقدرتهم على التمييز بين الصوتين، وانطق أمامهم كلمة واحدة من كل زوج، واطلب منهم تحديد الكلمة المنطوقة، هل هي الأولى أم الثانية، ويمكن أن تطلب منهم رفع إصبع إذا كانت الأولى ورفع إصبعين إذا كانت الثانية أو ذكر رقم واحد للأولى واثنين للثانية.


الملحق رقم(3)


هذا الملحق يحوي أبياتا من أراجيز رؤبة شملت أنواع الجناس الثلاثة الصالحة للتدريبات، وهي:



الجناس المضارع 70بيتا


الجناس اللاحق107 بيت


الجناس المصحف17 بيتا


الكلمتان المتجانستان

الحرفان المختلفان

سابثاب

سث

غلبخلب

غخ

ثغاب رغاب

ثر

عرسا هرسا

عهـ

تاج زاج

تز

ندح ردح

نر

هضب غضب

هـغ

حز هز

حهـ

عنوسا أنوسا

عأ

رسيسا طسيسا

رط

رعوسا نعوسا

رن

نعس رعس

رن

لديس سديس

لس

رعوس نعوس

رن

نهضا جهضا

نج

سياط رياط

سر

غضبة هضبة

غهـ

هما أما

هـأ

سوق طوق

سط

هزقا حزقا

هـح

معك وعك

مو

آجلا عاجلا

أع

ذحل نحل

ذن

جم شم

جش

قم حم

قح

طيسي ليسي

طل

دائما صائما

دص

جفون شفون

جش

رجم لجم

رج

سحم نحم

سن

ورقا برقا

وب

أكواب أقواب

كق

أشزاب أشّاب

زش

راقد راغد

قغ

عاصر عائد

صأ

نحز نهز

حهـ

قموس قلوس

مل

منهوش منعوش

هـع

حضّا حيضا

ضي

أحماض أحفاض

مف

اعتباطي اختباطي

عخ

بساط بلاط

سل

مغلاط مخلاط

غخ

اعتياف احتياف

عح

سنق أنق

سأ

معرقا معلقا

رل

مدعقا مدهقا

عهـ

عرك علك

رل

مسكا ملكا

سل

معل مهل

عهـ

بعل بهل

عهـ

أثل أصل

ثص

أعلام أعدام

لد

ألم أزم

لز

علم عدم

لد

عزم عثم

زث

صلخام صلقام

خق

أحلمه أحزمه

لز

تذأبا تثأبا

ذث

تأدمه تهدمه

أهـ

رسم رضم

سض

عزم عشم

زش

مزرع مترع

زت

مهلب مهرب

لر

برقا بلقا

رل

مقصوم مقسوم

صس

طول طوي

لي

لحمه نحمه

ل ن

برت خرت

ب خ

فرح ترح

ف ت

قح أح

ق أ

صرد برد

ص ب

جدا بدا

ج ب

روادد موادد

ر م

قد جد

ق ج

ماطر آطر

م أ

صاغر شاغر

ص ش

أرز كرز

أ ك

دوّاس حوّاس

د ح

قسيس رسيس

ق ر

نويس فريس

ن ف

نؤوش جؤوش

ن ج

رفضا وفضا

ر و

مرضى جرضى

م ج

غضاض فضاض

غ ف

عوافي وافي

ع و

قطوف نطوف

ق ن

سنق أنق

س أ

سبق أبق

س أ

وفق غفق

و غ

شهق نهق

ش ن

وفق أفق

و أ

محق لحق

م ل

حلقا فلقا

ح ف

حسك مسك

ح س

أركا شركا

أ ش

غلائل ظلائل

غ ظ

سلائل علائل

س ع

همل جمل

هـ ج

رجل هجل

ر هـ

بزل جزل

ب ج

محله طحله

م ط

قوّام لوّام

ق ل

عمّا صمّا

ع ص

سمام عمام

س ع

رممه حممه

ر ح

ألمه ثلمه

أ ث

سرّك عرّك

س ع

وادي غادي

و غ

جياد زياد

ج ز

كزة وزة

ك و

شفيف حفيف

ش ح

طاق غاق

ط غ

عفق وفق

ع و

جنادل صنادل

ج ص

أنجمه منجمه

أ م

فكّ سكّ

ف س

خطم لطم

خ ل

جهم فهم

ج ف

عقيم نقيم

ع ن

كظاظ مظاظ

ك م

أتراب أعراب

ت ع

إرهاب أرباب

هـ ب

شيب شهب

ي هـ

نكب ندب

ك د

وغب وطب

غ ط

أضواج أضراج

و ر

أصلح أصبح

ل ب

أبح أنح

ب ن

الواد الداد

و د

حشد حصد

ش ص

مصايد محايد

ص ح

موعدمورد

ع ر

وأاد وراد

أ ر

صرع صقع

ر ق

ممسوس مدسوس

م د

قبضا قرضا

ب ر

مصقع مصدع

ق د

مكتوف منتوف

ك ن

دعق دسق

ع س

منصفق منعفق

ص ع

قيق قرق

ي ر

أنوق أحوق

ن ح

أنفق أوفق

ن و

طاحل طاسل

ح س

خمل خطل

م ط

بذل بجل

ذ ج

عدم عمم

د م

آرام أجرام

أ ج

ملم معم

ل ع

انتقام اعتقام

ن ع

قرم قوم

ر و

يدكن يدمن

ك م

مراح مفاح

ر ف

اندق انعق

د ع

أذرع أفرع

ذ ف

أوقع أوجع

ق ج

مترع مشرع

ت ش

ركى رحى

ك ح

قسي قوي

س و

أذفر أقفر

ذ ق

صلق صفق

ل ف

نسيم نئيما

س أ

مشموم مذموم

ش ذ

مأكوم ملكوم

أ ل

روم رغم

و غ

نقال نقاب

ل ب

نحاز نحاب

ز ب

عار عام

ر م

برد برق

د ق

عرض عرم

ض م

غائل رائل

غ ر

جائد بائد

ج ب

أجراب أخراب

ج خ

جدب حدب

ج ح

سحاج شحاج

س ش

حمز جمز

ح ج

أحراس أخراس

ح خ

خناس خياس

ن ي

عيسا غيسا

ع غ

جلوس حلوس

ج ح

تخويش تحويش

خ ح

غرض عرض

غ ع

ماتع مانع

ت ن

حفل حقل

ف ق

تفتل تقتل

ف ق

سم شم

س ش

نهم يهم

ن ي

يسفع يشفع

س ش

فاظ غاظ

ف غ


مصادر الدراسة

  • أصوات القرآن كيف نتعلمها ونعلمها- د/ يوسف الخليفة أبو بكر- دار المركز الإسلامي الإفريقي- السودان- الطبعة الثانية1414هـ1994م
  • الإيضاح في علوم البلاغة- الخطيب القز ويني- دار إحياء العلوم- بيروت- الطبعة الخامسة1422هـ2001م
  • البلاغة الواضحة- علي الجارم ومصطفى أمين- المؤسسة الأدبية- بيروت- الطبعة الأولى2003م
  • البيان و التبيين- الجاحظ مكتبة الخانجي- مصر- الطبعة الرابعة 1395هـ 1975م- تحقيق عبد السلام هارون
  • تعليم تعلم الأصوات الصعبة لغير الناطقين بها- عبد الفتاح محجوب- جامعة أم القرى- 1409هـ1989م
  • ديوان رؤبة بن العجاج- مجموع أشعار العرب- وليم بن الورد- دار الأفاق الجديدة- بيروت- الطبعة الأولى1979م
  •  طبقات فحول الشعراء- ابن سلام- محمود شاكر- دار المدني- جدة
  • اللغة في أراجيز رؤبة بن العجاج- دراسة وصفية تطبيقية- عمر عبد المعطي أبو العينين- منشأة المعارف- الإسكندرية
  • المرجع في تعليم اللغة العربية- رشدي أحمد طعيمة- جامعة أم القرى
  • المصطلحات في الأدب الجغرافي العربي الحديث- د/ بدر الدين يوسف محمد أحمد- جامعة أم القرى- الطبعة الأولى1425هـ2004م
  • رشدي طعيمة- المرجع في تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى- جامعة أم القرى- ص 496-470/2
  • يوسف الخليفةأبو بكر-أصوات القرآن كيف نتعلمها ونعلمها- ص 53
  • رشدي طعيمة- المرجع في تعليم العربية – ص470/2
  • [9]عبد الفتاح محجوب- تعلم وتعليم الأصوات العربية الصعبة لغير الناطقين بها- 27 نقلا عنrivers wilga m. teaching forein-language skills,the university of Chicago,1972.p.120
  • [10]بدر الدين يوسف- المصطلحات في الأدب الجغرافي العربي الحديث- ص5
  • [11]راجع الإيضاح في علوم البلاغة للخطيب القزويني- ص 354، والبلاغة الواضحة- ص238 و اللغة في أراجيز رؤبة- ص147

إعداد:

حسن محمد حسن محجوب

أستاذ مساعد بمعهد اللغة العربية

جامعة أم القرى

مكة المكرمة

الثنائيات الصغرى minimal pairs أم الجناس في مجال تعليم الأصوات لغير العرب- دراسة ناقدة-


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
ADMIN

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات