أهم عشرة أشياء يجب أن تفعلها إذا كنت تريد أن تكون معلما مبدعا
قبل أن نبدأ مقالنا أريد أن أرسل تحية إعزاز وتقدير للمعلمين الذين يغرسون القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة في نفوس طلابهم، فهؤلاء يحملون رسالة سامية خلال مسيرتهم العملية؛ فهم سفراء الله في أرضه، يعلمون الناس كيف يحيون وكيف يعمرون ويطورون ذاتهم، لذا وجب علينا أن نلقي الضوء على بعض التساؤلات المهمة التي تفيدك إذا كنت معلما، وسنذكر معا أهم عشرة أشياء يجب أن تفعلها إذا كنت تريد أن تكون معلما مبدعا.
ما الفرق بين المعلم الناجح والمعلم المبدع؟
المعلم الناجح هو ذلك المعلم الذي يكسب ثقة طلابه، أما المعلم المبدع فهو الذي يستطيع أن يمنح طلابه الثقة بأنفسهم، وهنا يمكن أن نتساءل كيف يمنح المعلم الثقة لطلابه؟ يمكن للمعلم أن يجعل الطالب واثقا بنفسه حتى وإن أخطأ عن طريق تشجيعه وتحفيزه بالكلام الطيب مثل: أنت طالب ممتاز، أنت رائع، أنت أفضل طالب رأيته في حياتي، ما أجمل تفكيرك، أحسنت، شكرا لك لأنك جعلتني أفتخر بك، جميع هذه العبارات الطيبة وغيرها من العبارات الجميلة من شأنها أن تسعد الطالب معنويا وترفع من ثقته وأدائه في الصف بين طلابه، فينبغي عليك أيها المعلم المبدع أن تشجع طلابك ماديا ومعنويا كلما تحسن مستواهم.
ما أفضل الصفات التي تميز المعلم المبدع؟
أولا: الشخصية القوية (الكاريزما)
لا أؤيد الرأي الذي يقول أن الكاريزما أو الشخصية القوية هي فطرة في الإنسان، والناس مختلفون في شخصياتهم، وهذا الرأي سائد بين كثير من الناس، لكن يمكن للإنسان أن يطور ذاته وشخصيته عن طريق بعض المهارات التي تجعل منه شخصية قوية؛ كالاهتمام بملابسه ومنظره الخارجي، وكذلك أسلوب حديثه، واختيار كلماته وعباراته بما يتناسب مع الموقف، وفن الإلقاء وحركاته وسكناته ووقوفه، وغير ذلك من الأمور التي تجعل منك شخصية قوية، وأيا كان نوع شخصيتك وطبيعتها، فيجب أن يكون لديك كاريزما وشخصية قوية جميلة، وأن تكون صاحب حضور في الصف، تلبس أجمل الثياب، وتخرج على الطلاب بمنظر جميل، ولا تنس التطيب بالعطر المحبب لك، ولبس الحذاء اللامع الجميل، كل هذه الأمور البسيطة تصنع منك (كاريزما) وشخصية راسخة أمام طلابك وزملائك وحتى أمام أعضاء الإدارة التي تعمل معهم في أي مؤسسة تعليمية سواء كنت تعمل في مدرسة أومركز تعليمي أو جامعة.
ثانيا: ثقافتك واطلاعك
الطلاب يحبون المعلم المثقف المطلع على كل ما هو جديد؛ داخل مجالك وتخصصك وأيضا خارجه؛ فاعلم -عزيزي المعلم- أنك ستواجه مواقف عدة تستدعي هذا الاطلاع وهذا التثقف بكل ما هو جديد؛ لا أقول لك كن عالما بأدق التفاصيل في جميع العلوم، فالأمر ليس كذلك ولست مطالبا بذلك؛ بل أقول لك اقطف زهرة من كل العلوم لتنشر عبيرها ويشم طلابك رحيقها.
ثالثا: حب الخير لزملائك
فمن سمات المعلم المثالي التعاون ومساعدة زملائه الآخرين وحب الخير لهم، فالحب ثمرة إذا غرستها بين زملائك عاد ذلك بالنفع على جميع الطلاب، وكذلك عليك عزيزي المعلم؛ فكن مثاليا مبدعا محبا للآخرين، حتى تؤدي رسالتك على أكمل وجه.
رابعا: في كل أسبوع كتاب
ناهيك -عزيزي المعلم- عن فضل القراءة وأهميتها وخصوصا إذا كنت معلما، فإن هذه القراءة ضرورية جدا كونك معلما، ولكن يجب أن تكون هناك معايير لقراءتك، أختصرها لك في عدة نقاط كالتالي:
- لا تقرأ بعشوائية بل افعل خطة زمنية موسمية (كل 3 شهور) للكتب التي ستقرؤها.
- اجعل القراءة عادة يومية في شخصيتك.
- لا تقرأ بدون قلم ودفتر بل اقرأ وثبت ما قرأت بقلمك ودفترك لتستفيد أكثر.
- انشر ما قرأت وأخبرمن تحب به، ولا تكتم علمك؛ فكن مبادرا للخير دائما.
خامسا: التكنولوجيا
إذا أردت أن تكون معلما متميزا فيبنغي عليك أن تمتلك مهارات التكنولوجيا ومواكبتها، نحن نعيش في عصر التحول الرقمي وإنترنت الأشياء IOT ولسنا في عصر الآلة بل أصبحنا في عصر المعلومة، وهذا الأمر ذكره الأب الروحي روبرت كيوساكي في كتابه المشهور، ومن أهم المهارات التي أوصي بها كي تكون مبدعا أن تحترف بعض المهارات كالجرافيك ديزاين بما فيه الرسوم المتحركة والمونتاج واستخدام أدوات الرسم كالتابلت جرافيك وتعلم البرمجة والتعرف على التطبيقات التعليمية الجديدة وطرق تصميمها.
سادسا: التدريب والممارسة
التدريب والممارسة وتنمية مهاراتك من شأنه أن ينقلك إلى عالم جديد؛ هوعالم الإبداع والاحتراف، مهما كبر عمرك، وأصبح لديك سنوات طويلة في التدريس؛ فلا تزال بحاجة إلى تدريب وممارسة لمهارات جديدة لم تتقنها من قبل، فالتعلم عملية مستمرة، ونحن نعيش في مدرسة الحياة؛ مدرسة لطالما نتعلم منها كل شيء جديد، فيمكنك عزيزي المبدع أن تتدرب على فن الإلقاء وحسن الخط وإدارة الوقت وتطوير الذات، ومهارات القيادة والاستمرار في ذلك، والتخلص من العادات السلبية التي تخفض من مستوى أدائك، وراجع نفسك وسلها: ما المهارات التي في حاجة إليها حتى تتدرب عليها؟ كل ذلك سيخلق منك شخصية مبدعة، وسيجلب لك أفكار مبتكرة في عملك.
سابعا: الشغف والرغبة الذاتية
كيف أستعيد شغفي؟ كيف أتغلب على فقدان شغفي؟ كيف أعرف شغفي؟ ما الحل لفقدان الشغف؟ كل هذه تساؤلات نسألها كمعلمين وكباحثين وكموظفين في شركات أو في أي عمل كان، دعني أذكر لك مامعنى الشغف؟ الشغف هو الرغبة الزائدة في فعل شيء ما، والميل القوي نحوه، وسأضرب لك مثالا على ذلك، الباحث يكون في بداية رحلة البحث العلمي شغوفا ولديه طاقة كبيرة جدا يكاد أن يستطيع السيطرة عليها، لكنه مع سرعان الوقت تقل هذه الطاقة ويقول لقد فقدت شغفي.
الخلاصة
إذا كنت ترغب في أن تصبح معلما مبدعا:
يجب عليك القيام بالخطوات التالية:
- تعلم المزيد عن مجال علوم التعليم وطرق التدريس الأخرى.
- تطوير الخبرة والمهارات التدريسية من خلال التدريس والتحدث مع الطلاب والزملاء.
- إظهار إهتمام حقيقي بالطلاب والعناية بهم.
- أبدع في تصاميم الدروس وتحديث المواد بشكل دائم.
- شجيع الطلاب على التحدث والتفكير بشكل ذكي والحصول على الإجابات والإبداع بشكل عصري.
- حدّث دورات التدريس بشكل دائم وطور مهارات التدريس.
- إظهار شخصية دائمة ودوامة تؤثر على الطلاب.
- إظهار إهتمام حقيقي بتحسين أداء الطلاب والتأكد من تحقيق النجاح الذي يرغبون فيه.
تعليقات: (0) (يمكنك التعليق برابط صورة او فيديو) إضافة تعليق